Logo
الخبرة الطبية السويسرية: مايوركا، زيورخ، لندن، ماربيا، أوفشور

الدقائق 7

تم تحريره ومراجعته طبيا بواسطة خبراء THE BALANCE
فحص الحقيقة

يُعد قلق الانفصال من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لدى الأطفال، وقد يظهر أيضًا عند المراهقين والبالغين. يتمثل هذا الاضطراب في خوف مفرط أو غير منطقي من الابتعاد عن الأشخاص المقربين، مثل الوالدين أو الشريك، ويتجاوز حدود القلق الطبيعي الذي يشعر به أغلب الناس في مواقف الانفصال المؤقت.

ورغم أن القلق الخفيف عند مغادرة المنزل أو دخول بيئة جديدة يُعتبر استجابة طبيعية للتعلّق العاطفي، إلا أن اضطراب قلق الانفصال يتحول إلى مشكلة حقيقية عندما يعطّل الحياة اليومية، ويؤثر على الأداء الدراسي أو العملي أو الاجتماعي.
يُعدّ هذا الاضطراب من الحالات القابلة للعلاج بفعالية عالية من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو مزيج من العلاج النفسي والأدوية تحت إشراف طبي متخصص.

فهم هذا الاضطراب مبكرًا يساعد على الحد من آثاره النفسية طويلة المدى، وتحسين جودة الحياة لكل من الطفل أو البالغ المصاب.

النقاط الأساسية

  • قلق الانفصال اضطراب نفسي يتمثل بخوف غير مبرّر من الانفصال عن الأشخاص المقربين.
  • يظهر غالبًا لدى الأطفال، لكنه قد يصيب الكبار أيضًا.
  • يؤدي إلى صعوبات في الدراسة، العمل، والعلاقات الاجتماعية.
  • العلاج السلوكي المعرفي هو الأساس في خطة العلاج.
  • يمكن أن تُستخدم الأدوية المهدّئة أو مضادات الاكتئاب في الحالات الشديدة وتحت إشراف طبي.

قلق الانفصال هو اضطراب نفسي يمكن أن يصيب كلًا من الأطفال والبالغين. يثير هذا الاضطراب خوفًا أو قلقًا مفرطًا عند انفصال الشخص عن شخصية الارتباط الأساسية لديه، أو حتى بمجرد توقُّع هذا الانفصال. يكون هذا الخوف والقلق غير متناسبين مع الموقف الحقيقي وغير ملائمين لمرحلة النمو للطفل.

عادةً ما تكون شخصية الارتباط للطفل أحد الوالدين، ولكنها قد تكون أي شخص ارتبط به برباط وثيق، مثل جدّته أو أي مقدم رعاية آخر. أما لدى البالغين، فيتركّز القلق عادةً على الطفل أو الشريك العاطفي.

يمكن لقلق الانفصال أن يعطّل سير الحياة اليومية بشكل كبير؛ فالأطفال الذين يعانون منه قد يرفضون الذهاب إلى المدرسة، بينما قد يتغيّب البالغون عن عملهم أو يواجهون صعوبات في التركيز (1).

عندما يُحبّ المرء شخصاً ما، يصبح القلق عليه جزءاً طبيعياً من الحياة. لكن المعاناة الناتجة عن اضطراب قلق الانفصال تكون غير متناسبة مع الواقع، وتبدأ في التأثير سلباً على العمل والعلاقات الاجتماعية (2). على سبيل المثال، قد يجد الشخص نفسه مضطراً للاتصال بشكل متكرر بأحبائه أثناء أوقات العمل للاطمئنان عليهم، أو يرسل رسائل نصية مستمرة للتأكد من سلامتهم.

غالباً ما لا يدرك الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب أن قلقه مبالغ فيه. وفي كثير من الأحيان، لا يبدأ في إدراك غير طبيعية سلوكه إلا عندما يشتريك أطفاله أو شريكه من تطفله المستمر وقلقه المفرط.

قد تختلف أعراض اضطراب قلق الانفصال قليلاً تبعًا للمرحلة العمرية للطفل. على سبيل المثال، قد لا يتمكن الطفل في سن ما قبل المدرسة من التعبير عن مشاعره، فيبدو مجرد مضطرب أو محبط. في حين قد يتمكن الطفل الأكبر سنًا من وصف كوابيسه أو التحدث عن مخاوفه بتفصيل أكبر (3).

عندما يُفرض الانفصال رغم مقاومة الطفل، قد يظهر حزينًا أو غير مهتم بمحيطه. وقد يواجه صعوبة في التركيز على مهامه الدراسية ولا يبدي أي اهتمام بالتفاعل مع أقرانه. وهي سلوكيات قد يلاحظها المعلمون في الصف.

إذا غاب الطفل عن المنزل لعدة أيام (كما في المخيمات الصيفية)، فإن الطفل المصاب بقلق الانفصال غالبًا ما يعاني من حنين مفرط للمنزل وشعور عميق بالتعاسة حتى يتم السماح له بالعودة. كما قد يظهر سلوكًا غاضبًا أو عدوانيًا تجاه أي شخص يُنظر إليه على أنه يحول دون عودته إلى منزله وأسرته.

يُشخَّص اضطراب قلق الانفصال عندما تكون الأعراض أكثر حدة بكثير مما هو متوقع بالنسبة للشخص، وتتسبب في ضيق شديد أو صعوبات في ممارسة الأنشطة اليومية (4). قد تشمل الأعراض:

  • ضيق شديد ومتكرر عند توقُّع الانفصال أو عند الابتعاد عن المنزل أو عن الأشخاص المقربين. قد يظهر ذلك في شكل سلوك تعلُّقي أو نوبات غضب مرتبطة بالانفصال، تستمر لفترة أطول أو تكون أكثر حدة مقارنة بالأطفال الآخرين في نفس العمر.
  • قلق دائم ومفرط من فقدان أحد الوالدين أو شخص عزيز آخر بسبب مرض، أو وفاة، أو كارثة، أو أي أذى قد يصيبهم.
  • قلق دائم من أن يحدث شيء سيء، مثل الضياع أو الاختطاف، مما يؤدي إلى الانفصال عن الوالدين أو الأشخاص المقربين الآخرين.
  • عدم الرغبة أو رفض الابتعاد عن المنزل خوفًا من الانفصال.
  • عدم الرغبة في البقاء وحيدًا في المنزل أو في أي مكان دون وجود أحد الوالدين أو شخص عزيز قريب، إذا كان الطفل قد بلغ عمرًا يُتوقع فيه أن يكون قادرًا على البقاء وحيدًا.
  • عدم الرغبة أو رفض النوم بعيدًا عن المنزل أو الذهاب إلى الفراش دون وجود أحد الوالدين أو شخص عزيز قريب، إذا كان الطفل قد بلغ عمرًا يُتوقع فيه القيام بهذه الأنشطة.
  • كوابيس متكررة عن موضوع الانفصال.
  • شكاوى متكررة من آلام الرأس، أو آلام المعدة، أو أعراض أخرى جسدية أثناء أو قبل الانفصال عن أحد الوالدين أو شخص عزيز.
  • قد يحدث اضطراب قلق الانفصال بالتزامن مع نوبات الذعر. ونوبات الذعر هي فترات متكررة من الشعور المفاجئ بالقلق الشديد، أو الخوف، أو الرعب، تبلغ ذروتها في غضون دقائق.

يُعالَج اضطراب قلق الانفصال بشكلٍ أولي من خلال العلاج النفسي. في بعض الأحيان، تُستخدَم الأدوية إذا لم تنجح المعالجة النفسية وحدها. تتضمن المعالجة النفسية العمل مع معالج مؤهل لتخفيف أعراض قلق الانفصال.

العلاج النفسي:

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy) شكلاً فعالاً لعلاج قلق الانفصال. يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص على فهم كيفية تأثير أفكاره وتفسيراته على مشاعره وسلوكياته (5).

وقد أثبت علاج المواجهة (Exposure therapy)، الذي يُعد جزءًا من العلاج السلوكي المعرفي، فعاليته في معالجة قلق الانفصال. من خلال هذا النوع من العلاج، يتعلم الطفل مواجهة مخاوفه المتعلقة بالانفصال وعدم اليقين وإدارتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوالدين تعلُّم كيفية تقديم الدعم العاطفي الفعال وتشجيع استقلالية الطفل بما يتناسب مع عمره (6).

كما توجد عديد الخيارات العلاجية النفسية الأخرى، من بينها:

  • العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical behavioral therapy): الذي يساعد الشخص على إيجاد توازن بين تقبّل ذاته كما هو والسعي نحو التغيير الإيجابي (7).
  • العلاج الأسري (Family therapy): الذي يهدف إلى تحسين جودة العلاقات والتواصل داخل الأسرة. في هذه الحالة، يلعب أيضًا دورًا هاما في توعية جميع أفراد الأسرة حول طبيعة اضطراب قلق الانفصال وكيفية تقديم الدعم المناسب (8).

العلاج بالأدوية:

في بعض الحالات، يمكن أن يكون الجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي مفيدًا إذا كانت أعراض القلق شديدة ولم يظهر الشخص تحسنًا بالعلاج وحده (9).

لعلاج الأطفال من اضطراب قلق الانفصال تستخدم الأدوية إلى فئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وذلك تحت إشراف أخصائي الرعاية الصحية. قد تترافق هذه الأدوية مع بعض الآثار الجانبية، مثل الأرق، والقيء، والتغيرات في الشهية. ويشير الأطباء إلى وجود مخاوف خاصة بشأن استخدام هذه العلاجات عند الأطفال، نظرًا لارتباطها بزيادة طفيفة في خطر ظهور أفكار انتحارية لدى بعض المرضى الصغار. ولذلك، يُوصى بمراقبة الطفل طوال فترة العلاج، من خلال جلسات متابعة تُجرى على الأقل مرة أسبوعيًا خلال الشهر الأول، ثم كل أسبوعين خلال الشهر الثاني.

أما بالنسبة للكبار، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو أدوية القلق مثل البنزوديازيبينات، التي يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الإدمان. وقد تزيد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من خطر الأفكار أو السلوكيات الانتحارية، خاصة في بداية استخدامها (10).

يُعد الشعور بالقلق على الأحبة في مواقف جديدة أمرًا طبيعيًا، لكن في حالة اضطراب قلق الانفصال، يصبح هذا القلق مفرطًا وغير قابل للسيطرة، ويؤثر سلبًا على الحياة اليومية. يعاني الأطفال المصابون من صعوبة في التركيز بالمدرسة أو التفاعل مع أقرانهم بسبب هيمنة المخاوف.

ويُمكن أن يظهر هذا الاضطراب في أي عمر ويؤثر على التطور الطبيعي للفرد. لذا، عند ملاحظة الأعراض، يُنصح بالاستشارة الفورية لأخصائي الرعاية الصحية لتقييم الحالة وبدء العلاج المناسب.

(1) Feriante J, Torrico TJ, Bernstein B. Separation Anxiety Disorder. [Updated 2023 Feb 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560793/

(2) Olatunji, B. O., Cisler, J. M., & Tolin, D. F. (2007). Quality of life in the anxiety disorders: a meta-analytic review. Clinical psychology review, 27(5), 572–581. https://doi.org/10.1016/j.cpr.2007.01.015

(3) Bittner, A., Egger, H. L., Erkanli, A., Jane Costello, E., Foley, D. L., & Angold, A. (2007). What do childhood anxiety disorders predict?. Journal of child psychology and psychiatry, and allied disciplines, 48(12), 1174–1183. https://doi.org/10.1111/j.1469-7610.2007.01812.x

(4) Dashiff C. J. (1995). Understanding separation anxiety disorder. Journal of child and adolescent psychiatric nursing : official publication of the Association of Child and Adolescent Psychiatric Nurses, Inc, 8(2), 27–38. https://doi.org/10.1111/j.1744-6171.1995.tb00527.x

(5) McCormack, C. C., Mennies, R. J., Silk, J. S., & Stone, L. B. (2020). How anxious is too anxious? State and trait physiological arousal predict anxious youth’s treatment response to brief cognitive behavioral therapy. BMC psychology, 8(1), 48. https://doi.org/10.1186/s40359-020-00415-3

(6) Freidl, E. K., Stroeh, O. M., Elkins, R. M., Steinberg, E., Albano, A. M., & Rynn, M. (2017). Assessment and Treatment of Anxiety Among Children and Adolescents. Focus (American Psychiatric Publishing), 15(2), 144–156. https://doi.org/10.1176/appi.focus.20160047

(7) Stippel, A. E., Krischer, M. K., & Lehmkuhl, G. (2008). Behandlung eines 11-jährigen Kindes mit Elementen der Dialektisch-Behavioralen Therapie für Adoleszente [Treatment of an 11-year-old child with elements of the dialectical behavioral therapy for adolescents]. Zeitschrift fur Kinder- und Jugendpsychiatrie und Psychotherapie, 36(5), 353–356. https://doi.org/10.1024/1422-4917.36.5.353

(8) Blatter-Meunier, J., & Schneider, S. (2011). Trennungsangstprogramm für Familien (TAFF): Ein störungsspezifisches, kognitiv-behaviorales Therapieprogramm für Kinder mit Trennungsangst [Separation anxiety family therapy (SAFT): a cognitive behavioral treatment program for children suffering from separation anxiety]. Praxis der Kinderpsychologie und Kinderpsychiatrie, 60(8), 684–690. https://doi.org/10.13109/prkk.2011.60.8.684

(9) Wang, Z., Whiteside, S. P. H., Sim, L., Farah, W., Morrow, A. S., Alsawas, M., Barrionuevo, P., Tello, M., Asi, N., Beuschel, B., Daraz, L., Almasri, J., Zaiem, F., Larrea-Mantilla, L., Ponce, O. J., LeBlanc, A., Prokop, L. J., & Murad, M. H. (2017). Comparative Effectiveness and Safety of Cognitive Behavioral Therapy and Pharmacotherapy for Childhood Anxiety Disorders: A Systematic Review and Meta-analysis. JAMA pediatrics, 171(11), 1049–1056. https://doi.org/10.1001/jamapediatrics.2017.3036

(10) Gosmann, N. P., Costa, M. A., Jaeger, M. B., Motta, L. S., Frozi, J., Spanemberg, L., Manfro, G. G., Cuijpers, P., Pine, D. S., & Salum, G. A. (2021). Selective serotonin reuptake inhibitors, and serotonin and norepinephrine reuptake inhibitors for anxiety, obsessive-compulsive, and stress disorders: A 3-level network meta-analysis. PLoS medicine, 18(6), e1003664. https://doi.org/10.1371/journal.pmed.1003664

الأسئلة الشائعة

كيف يمكننا أن نساعد

The Balance RehabClinic هي شركة رائدة في تقديم علاج الإدمان الفاخر وعلاج الصحة العقلية للأفراد الأثرياء وعائلاتهم ، حيث تقدم مزيجًا من العلوم المبتكرة والأساليب الشاملة مع رعاية فردية لا مثيل لها.

طريقة فريدة

مفهوم ناجح ومثبت يركز على الأسباب الكامنة

0 قبل

إرسال طلب القبول

0 قبل

تحديد أهداف العلاج

1 أسبوع

التقييمات والتخلص من السموم

1-4 أسبوع

العلاج النفسي والشمولي

4 أسبوع

العلاج الأسري

5-8 أسبوع

الرعاية اللاحقة

12+ أسبوع

زيارة تنشيطية