Logo
الخبرة الطبية السويسرية: مايوركا، زيورخ، لندن، ماربيا، أوفشور

الدقائق 13

تم تحريره ومراجعته طبيا بواسطة خبراء THE BALANCE
فحص الحقيقة

تُعد المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، حيث تترك آثارًا مدمرة على الأفراد والأسر والمجتمعات. من نتائج تعاطي المخدرات تدهور الصحة الجسدية والنفسية، وفقدان القدرة على العمل والإنتاج، وصولاً إلى التفكك الأسري والاجتماعي.

هذا الموضوع يتطلب تسليط الضوء عليه بجدية ووعي، لذا نقدم لكم في هذا المقال بحث عن المخدرات وأضرارها، نستعرض فيه أبرز الآثار السلبية لتعاطي المخدرات وكيفية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. من خلال زيادة الوعي والتثقيف، يمكننا أن نحد من هذه الآفة و نحمي شبابنا وأجيالنا القادمة من الوقوع في هذا الفخ المدمر.

اضرار المخدرات

تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي المركزي للجسم من جميع النواحي، مثلا على طريقة تفكير الشخص، مشاعره وسلوكه. فيما يلي قائمة بالأنواع السبعة الرئيسية للمخدرات هي المثبطات، والمواد المهلوسة، والمنبهات، والمحفزات العاطفية، و الأفيونات، والقنب والمخدرات الانفصالية (1)، مع تحديد أضرار المؤثرات العقلية لكل نوع منها:

المثبطات:

تشمل المثبطات الكحول، البنزوديازيبينات (مثل الديازيبام “Diazepam” واللورازيبام “Lorazepam”)، والباربيتورات. تبطئ المثبطات نقل الرسائل بين الدماغ والجسم. يمكن أن تقلل من اليقظة والتنبيه، مما يمنح الشخص شعورًا بالاسترخاء والنعاس. 

المواد المهلوسة:

تؤثر المواد المهلوسة على جميع الحواس، مما يغير التفكير، وإدراك الزمن، والمشاعر. يمكن أن تسبب أيضًا هلوسات، أي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة أو مشوهة.  أمثلة على المواد المهلوسة تشمل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، السيلوسيبين (الموجود في الفطر السحري)، والميسكالين (الموجود في نبات البيوتي).

المنبهات:

هي فئة من الأدوية التي تسرع نقل الرسائل بين الدماغ والجسم. يمكن أن تجعل الشخص يشعر بمزيد من اليقظة والانتباه والثقة والطاقة.  أمثلة على المنبهات تشمل الكوكايين، الأمفيتامينات (مثل أديرال “Adderall”)، والميثامفيتامين (المعروف بالميث).

المحفزات العاطفية:

تزيد المحفزات العاطفية من شعور الشخص بالتعاطف واللطف تجاه الآخرين، بالإضافة إلى شعور بالقبول والتواصل الاجتماعي.  أمثلة على المحفزات العاطفية تشمل الإكستاسي (MDMA) والميثيلون (Methylone).

الأفيونات:

تشمل جميع الأدوية التي تعمل على مستقبلات الأفيون في الدماغ، وكذلك جميع الأدوية الطبيعية أو الاصطناعية المصنوعة من نبات الخشخاش أو المشتقات ذات الصلة. تعمل الأفيونات على إبطاء ضربات القلب والتنفس وتوفر مشاعر المتعة وتخفيف الألم.  تشمل الأفيونات الهيروين، المورفين، والأوكسيكودون (Oxycodone).

القنب:

يحتوي على مركبات كيميائية موجودة في جميع أجزاء نبات القنب. وهي المسؤولة عن التأثير النفسي الناتج عن استهلاك القنب. يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالسعادة، أو الاسترخاء، أو القلق، أو البارانويا.  من بين أنواع القنب نذكر الحشيش (Marijuana)، والزيوت أو المستخلصات الغنية بالـ THC أو CBD.

الأدوية الانفصالية:

من أشهر الأدوية الانفصالية نجد الكيتامين، الفينسيكليدين (PCP)، والدكسترو ميثورفان (DXM الموجود في بعض أدوية السعال). تسمى أيضًا “المخدرات التخديرية الانفصالية”، و يمكن أن تسبب شعورًا بالانفصال أو الانفكاك عن الواقع. يمكن أن تسبب أيضًا هلوسات أو تغييرات أخرى في التفكير، والمشاعر، والوعي.

تتداخل المخدرات مع طريقة إرسال واستقبال ومعالجة الإشارات بواسطة الخلايا العصبية عبر الناقلات العصبية. بعض المخدرات، مثل الماريجوانا والهيروين، يمكنها تنشيط الخلايا العصبية لأن تركيبتها الكيميائية تشبه تركيب ناقل عصبي طبيعي موجود في الجسم. هذا يسمح للمخدرات بالارتباط بالخلايا العصبية وتنشيطها. ورغم أن هذه المخدرات تقلّد المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ، إلا أنها لا تنشط الخلايا العصبية بنفس الطريقة التي يفعلها الناقل العصبي الطبيعي، مما يؤدي إلى إرسال رسائل غير طبيعية عبر الشبكة .(2)

من جهة أخرى، بعض المخدرات، مثل الأمفيتامين والكوكايين، يمكن أن تتسبب في إطلاق كميات غير طبيعية من الناقلات العصبية الطبيعية بواسطة الخلايا العصبية أو تعيق عملية إعادة تدوير هذه المواد الكيميائية الدماغية بشكل طبيعي عبر التدخل في عمل الناقلات. وهذا يؤدي إلى تضخيم أو اضطراب في التواصل الطبيعي بين الخلايا العصبية.

أضرار المخدرات الجسدية

تتمثل التأثيرات الجسدية للإدمان على المخدرات في الأعراض الناجمة عن تعاطي المخدرات والتي تظهر بشكل جسدي. فيما يلي قائمة بالتأثيرات الجسدية للإدمان على المخدرات:

  •  التغيرات في الشهية والوزن:

يمكن أن يؤدي التعاطي المفرط للمخدرات إلى تغيير وظائف الدماغ، مما يؤثر على عملية الأيض ويغير أولويات الشخص من خلال التركيز فقط على تعاطي المخدرات وإهمال الطعام (3).

يمكن أن تستمر التغيرات في الشهية والوزن طالما استمر الشخص في تعاطي المواد المخدرة، ولكن قد يبدأ في اكتساب الوزن بمجرد التوقف عن التعاطي والدخول في مرحلة التعافي.

  •  الأرق أو النوم المفرط:

تُعد اضطرابات النوم، مثل الأرق أو النوم المفرط، من الآثار التي تسببها المخدرات. يمكن لبعض المخدرات أن تؤثر على مدة وجودة النوم، بينما قد تزيد أخرى من النعاس.

تُحدث المخدرات هذا التأثير من خلال تغيير الوظائف الكيميائية العصبية للدماغ، مما يعطل أنظمة تنظيم النوم. يؤثر ذلك مباشرة على الساعة البيولوجية للفرد المسؤولة عن دورة النوم واليقظة.

  • زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم:

يمكن أن تؤدي المخدرات غير المشروعة إلى زيادة معدل ضربات القلب عن طريق تضييق الشرايين التي تزود القلب بالدم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتلف عضلة القلب (4).

قد يتحسن ارتفاع ضغط الدم الناتج عن المخدرات إذا تم التوقف عن استخدامها، رغم أن ذلك لا يحدث دائمًا. في حالات نادرة، وعندما تصبح المستويات حرجة، قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم أعراض مثل آلام الصدر، والصداع، والغثيان، ونزيف الأنف، وضيق التنفس.

  •  التنفس غير الطبيعي أو الاكتئاب التنفسي:

يؤدي تعاطي المخدرات إلى مشاكل تنفسية من خلال إلحاق الضرر بالجهاز التنفسي، وإبطاء التنفس، ومنع دخول الهواء إلى الرئتين. تعد المواد الأفيونية السبب الأكثر شيوعًا لصعوبات التنفس والاكتئاب التنفسي، حيث يمكنها تقليل معدل التنفس وتفاقم أعراض الربو. 

تختفي مشاكل الرئة الحادة الناتجة عن المخدرات عادةً خلال 48 إلى 72 ساعة من التوقف عن تعاطيها. ومع ذلك، قد تستغرق المشاكل المزمنة وقتًا أطول للتحسن.  حتى بعد التوقف عن المخدرات، قد لا تختفي بعض اضطرابات الرئة الناتجة، مثل التليف الرئوي، بل يمكن أن تتفاقم، مما يؤدي إلى أمراض رئوية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.

  • مشاكل الجهاز الهضمي:

يمكن أن يؤثر تعاطي المخدرات بشكل كبير على الجهاز الهضمي، وتعتمد المضاعفات على نوع المخدر المستخدم وكيفية تناوله. يرتبط الاستخدام طويل الأمد لبعض المخدرات بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات، مثل سرطان القولون والمريء والمستقيم والمعدة (5). 

يمكن أن يسبب تعاطي المخدرات مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء أو الإمساك، حيث تنتشر هذه المواد الضارة في الجهاز الهضمي بأكمله، مما قد يتسبب في تلف أي عضو مشترك في عملية الهضم. 

  • ضعف العضلات أو الرعاش:

يمكن أن تسبب المخدرات ضعف العضلات من خلال التأثير على قدرة الجسم على هضم معادن معينة، مثل الكالسيوم، مما يضر بنمو العظام والعضلات أو قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الأمراض. كما يحدث الانخفاض في الدوبامين مع الاستخدام المزمن للمخدرات مثل الكوكايين، مما يؤدي إلى رعاش مستمر في حالة الراحة (6) . 

قد يستمر ضعف العضلات أو الرعاش الناتج عن الإدمان حتى بعد التوقف عن تعاطي المخدرات أو خلال عملية الانسحاب. ومع ذلك، يمكن أن تستمر بعض الآثار لفترات طويلة أو حتى تتفاقم، حيث يمكن أن يزيد الاستخدام المزمن للمخدرات من خطر السكتة الدماغية، مما قد يؤدي إلى الشلل أو ضعف العضلات أو فقدان وظيفتها في طرف أو أكثر.

  • النوبات أو التشنجات:

يمكن أن يؤدي التعرض لمواد مثل المخدرات إلى تغييرات سريعة في الحالة العقلية مع أو بدون نشاط عضلي محلي أو عام (تشنجات)، ويرتبط ذلك بنشاط دماغي شبيه بالصرع كما يظهر في مخطط كهربية الدماغ. 

معظم النوبات الصرعية الناتجة عن الأدوية لا تترك آثارًا دائمة وتختفي بعد فترة من التوقف عن تناولها. ومع ذلك، فإن النوبة الصرعية التي تستمر لفترة طويلة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل تلف عصبي لا يمكن عكسه، انخفاض ضغط الدم، شفط رئوي، نقص الأكسجين، وتحلل الربيدات (rhabdomyolysis).

  • الخلل الجنسي أو تأثيرات على الإنجاب:

تؤثر اضطرابات تعاطي المخدرات سلبًا على الوظيفة الجنسية عن طريق تقليل إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري وهرمون الاستراديول الأنثوي، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، والعقم، والخلل الانتصابي.

قد يكون للإدمان طويل الأمد على المواد تأثيرات دائمة على الأداء الجنسي للفرد. على سبيل المثال، خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر الأولى بعد التوقف عن تعاطي المخدرات، قد يصبح من الصعب الحصول على الانتصاب. لحسن الحظ، يستعيد 50 % من المدمنين الذكور الذين يعانون من الخلل الانتصابي حياة «طبيعية» في السنة التي تلي التوقف.

  • مشاكل الجلد:

يمكن أن تلحق أضرار بالجلد نتيجة للاستخدام المفرط للمخدرات بسبب عدة عوامل، بما في ذلك الدواء نفسه، والعوامل المضافة المستخدمة لتعزيز تأثيرات المخدر، وطريقة تعاطي المخدرات (الحقن الوريدي)، والسلوكيات غير الصحية التي يعاني منها المدمنون والتي يمكن أن تسبب مشاكل في الجلد، مثل العادات السيئة في النظافة، والنظام الغذائي السيئ، وقلة النوم.

على الرغم من أن الندبات قد تستمر على الجلد خلال فترة التعافي، إلا أن الجلد يمكن أن يستعيد مرونته الطبيعية مع مرور الوقت، مما يقلل من ظهور التجاعيد والبقع البنية الناتجة عن الأدوية. هذه التغيرات الإيجابية ممكنة لأن التعافي يمكن أن يحسن من النظافة الشخصية والوصول إلى الرعاية الصحية.

  • الإصابات العضوية:

يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى تلف جميع الأعضاء الرئيسية مثل الدماغ، والرئتين، والقلب، والكبد، والكليتين، من خلال تثبيط وتقليص وظائفها. قد تؤثر هذه الآثار بشكل كبير على الحياة اليومية وتعرض الأشخاص لخطر أعلى من المشاكل الصحية الأخرى.

قد تؤدي الإصابات العضوية الناجمة عن تعاطي المواد إلى العديد من الأمراض المزمنة، مما يجعل الأضرار التي تصيب الأنظمة العضوية الرئيسية دائمة أو طويلة الأمد، خاصة إذا لم يتم علاجها.

أضرار المخدرات النفسية

يمكن أن تؤثر التأثيرات النفسية للإدمان بشكل كبير على الأداء الاجتماعي والعاطفي للفرد. على سبيل المثال:

  • القلق، نوبات الذعر أو البارانويا:

يمكن أن تسبب المخدرات القلق ونوبات الذعر من خلال التداخل مع التدفق الكيميائي الطبيعي في الدماغ، مما يؤدي إلى اختلال التوازن في المواد الكيميائية الدماغية ويؤدي في النهاية إلى القلق.

من الآثار الأخرى لتعاطي المخدرات هي البارانويا، التي تتمثل في الشعور غير المبرر والمستمر بأن الآخرين “يحاولون إيقاعك في فخ” أو أنك هدف لمراقبتهم المستمرة والمتطفلة. قد تؤدي الاستخدامات الطويلة للمخدرات إلى أعراض القلق التي قد تستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد التعاطي (7)

  • الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية:

يمكن أن تؤدي السلوكيات الإدمانية المرتبطة بمواد مثل المخدرات إلى الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية من خلال تحفيز أو تعزيز مشاعر العزلة، وانعدام القيمة، أو اليأس المرتبطة عادةً بالاكتئاب الحاد (8)

العلاقة بين المخدرات والاكتئاب متبادلة أيضًا. فكما يمكن للمخدرات أن تسبب شعورًا بالوحدة قد يتطور إلى اكتئاب، فإن الإصابة باضطراب نفسي قد تدفع الشخص إلى العلاج الذاتي باستخدام مواد غير مشروعة، مما يؤدي إلى تطوير إدمان على المخدرات.

  • فقدان الذاكرة أو ضعف الإدراك:

يمكن أن يؤدي الإفراط المزمن في تعاطي المواد إلى فقدان الذاكرة من خلال تغيير المواد الكيميائية في الدماغ وتقليل النشاط في الأجزاء المهمة منه، لا سيما المناطق المسؤولة عن نقل الذكريات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.

قد تكون آثار الاضطرابات الإدراكية الناجمة عن الإدمان طويلة الأمد، حيث يمكن أن تجعل من الصعب على الشخص التركيز على ما يدور حوله، أو تعلم مفاهيم جديدة، أو تحسين مهاراته في العمل.

  • الذهان أو الهلوسة:

يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات لفترات طويلة إلى الذهان أو الهلوسة من خلال التأثير على مستقبلات الدماغ، والناقلات العصبية، والبنية العصبية للدماغ. هذا النوع من الذهان قد يجعل الشخص يخشى التجمعات الاجتماعية بسبب خطر التعرض للهلوسات في الأماكن العامة (9)

وباعتباره أحد الآثار الأكثر شيوعًا لتعاطي المخدرات، قد تستمر أعراض الذهان طويل الأمد الناتج عن المخدرات لعدة أشهر، أو حتى سنوات، بعد أن يتوقف الشخص عن تعاطي المادة.

  • تغيرات الشخصية:

يمكن أن يؤدي تعاطي المواد المخدرة إلى تغيير شخصية الفرد عبر الآلية نفسها التي تؤثر بها على وظائف الجسم الأساسية، من خلال تغيير بنية الدماغ بشكل كامل وتنشيط نظام المكافأة فيه.

نتيجة لتأثير المخدرات على دائرة المكافأة في الدماغ، يبدأ الدماغ في ربط تعاطي المادة بتجربة ممتعة. وهذا هو السبب الذي يجعل الشخص يُدمن على المخدرات والمشاعر المبهجة التي يمكن أن تسببها. قد تستمر تغيرات الشخصية، بما في ذلك زيادة العدوانية أو الاندفاعية، لفترة طويلة بعد أن يتوقف الفرد عن تعاطي المخدرات، حيث إنها تتضمن تغييرات وظيفية في الدماغ.

  •  ضعف القدرة على الحكم أو اتخاذ القرارات:

تؤثر المخدرات على الحكم من خلال تغيير الذاكرة قصيرة المدى، والتركيز، والقدرة على حل المشكلات. و بمجملها، يمكن لهذه القدرات المتضررة أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على اتخاذ القرارات، حيث قد تصبح أفكاره غير متماسكة.

يمكن أن تكون آثار المخدرات على الدماغ طويلة الأمد تستمر حتى بعد العلاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض القدرة على اتخاذ قرارات فعّالة بسبب تعاطي المخدرات قد يؤدي أيضًا إلى مخاطر أخرى، مثل القيادة تحت تأثير الكحول، مما قد تترتب عليه عواقب لا رجعة فيها.

  • صعوبة التركيز أو التركيز الذهني:

يمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل للمخدرات إلى صعوبات في التركيز من خلال التسبب في أضرار طويلة الأمد في القشرة الأمامية للدماغ، وهي منطقة مسؤولة عن العديد من العمليات الإدراكية العليا، مثل التفكير المنطقي، اتخاذ القرارات، الإدراك الاجتماعي، والتعبير عن الشخصية. 

  • التقلبات المزاجية أو عدم الاستقرار العاطفي:

يمكن أن يؤدي تعاطي المواد المخدرة إلى تقلبات مزاجية نتيجة التغيرات التي يسببها في كيمياء الدماغ، مما يؤثر على مزاج الشخص وعواطفه. تحت تأثير المخدرات، قد ينفجر المدمن غضبًا على أفراد عائلته أو أصدقائه، مما قد يُلحق الضرر بعلاقاته الشخصية. 

يمكن أن تستمر التقلبات المزاجية حتى بداية العلاج، حيث قد تكون أيضًا نتيجة لعملية الانسحاب من المخدر. وتشمل أعراض الانسحاب العاطفي عدم الاستقرار الذي قد يظهر من خلال التهيّج، والقلق، والبارانويا. 

أضرار المخدرات على المجتمع

يمكن أن تؤثر المخدرات على الحياة الاجتماعية والأسرية للفرد من خلال التسبب في تغييرات في شخصيته وسلوكه، وكذلك تغيير أولوياته في الحياة. ونظرًا للطريقة التي يتم بها نبذ الأشخاص الذين يعانون من الإدمان من قِبل المجتمع، قد يختار المدمن الانعزال عن أصدقائه وأقاربه، نتيجة مشاعر العار والإحراج التي يشعر بها الشخص تجاه إدمانه. قد يدفعه ذلك إلى الابتعاد عن الأشخاص الذين يعرفهم لإخفاء تعاطيه للمخدرات.

قد يُهمل الشخص المدمن مسؤولياته الأسرية لصالح تعاطي المواد المخدرة. كما يمكن أن تؤدي تأثيرات المواد الضارة على الدماغ إلى جعله ينسى بسهولة الأحداث المهمة أو يشعر بأنه دائم التشتت وغير قادر على التركيز. هذه التغييرات قد تمنح أفراد الأسرة شعورًا بالتجاهل أو أن مشاعرهم غير معتبرة.

يتعرض أطفال المدمنين غالبًا للإهمال وسوء المعاملة ويفتقرون إلى الرعاية الطبية الأساسية. تزداد المخاطر في المنازل التي تُنتَج فيها مخدرات مثل الميثامفيتامين، حيث يتعرض الأطفال للمواد الكيميائية السامة، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على صحتهم (10)

كما تعاني الشركات من تأثيرات تعاطي المخدرات، بما في ذلك الغياب عن العمل، وانخفاض الإنتاجية، وحالات السرقة المتكررة. ويمثل الموظفون المدمنون خطرًا كبيرًا في القطاعات الحساسة.

يُشكّل التدخين وتعاطي المواد المخدرة مزيجًا خطيرًا للغاية، ليس فقط بسبب تأثيراتهما الفردية على الصحة، ولكن أيضًا بسبب العلاقة الوثيقة بينهما. فالتبغ والمخدرات غير المشروعة يزيدان من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، والاضطرابات النفسية، وفشل برامج إعادة التأهيل. علاوة على ذلك، قد تؤدي بداية التدخين أو استمراره إلى زيادة احتمالية الانتكاس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، مما يجعل التعافي أكثر صعوبة (11).

تؤكد هذه النتائج الحاجة إلى اتباع نهج أكثر تكاملاً في الرعاية، حيث يُعتبر الإقلاع عن التدخين جزءًا أساسيًا من برامج علاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة. ومن شأن ذلك أن يُقلل من مخاطر الانتكاس، ويحسن الصحة العامة للمرضى، ويزيد من فرص نجاحهم على المدى الطويل.

على الرغم من عدم وجود وسيلة فريدة أو مضمونة لمنع شخص ما من تعاطي المخدرات، إلا أن هناك أشياء يمكن للجميع القيام بها للوقاية من الإدمان (12) . إليك أفضل الطرق للوقاية من الإدمان:

  • قاوم ضغط الأقران:

تعلّم قول “لا” بحزم عندما يحاول الأصدقاء إقناعك بتجربة المخدرات. أحط نفسك بأصدقاء إيجابيين يحترمون اختياراتك و قيمك الشخصية. 

  • الامتناع عن تعاطي المخدرات:

تجنب المخدرات تمامًا والابتعاد عن المواقف التي قد تُسبب الإغراء. إذا لزم الأمر، اطلب دعم الأسرة أو المتخصصين للحفاظ على هذا القرار. 

  • اطلب مساعدة محترفين:

لا تتردد في استشارة معالج نفسي أو طبيب إذا شعرت بالإرهاق. يمكن للمتخصصين إرشادك نحو استراتيجيات لتجنب الإدمان أو التغلب عليه. 

  •  اعتمد نمط حياة صحي ومتوازن:

مارس الرياضة، تناول طعامًا صحيًا، وطور شغفك. يساعدك نمط الحياة المتوازن في تقليل التوتر ويقلل من احتمالية الوقوع في سلوكيات مدمرة. 

  • عزّز علاقات أسرية قوية:

حافظ على التواصل المفتوح مع عائلتك. يوفر الدعم العاطفي من الأسرة بيئة آمنة تساعدك على تجنب تعاطي المخدرات. 

  • خصص وقتًا للعناية بنفسك:

خصص وقتًا للاسترخاء والمحافظة على صحتك النفسية والجسدية. اعتنِ بنظافتك، خذ قسطًا كافيًا من النوم، وتجنب مصادر التوتر غير الضرورية. 

  •  تعلّم تقنيات التكيف الصحية:

طور استراتيجيات مثل التأمل، التمارين الرياضية، أو الكتابة للتعامل مع التوتر. تقلل هذه الأساليب من اعتمادك على وسائل مدمرة كالمخدرات. 

  •  تعلم عن مخاطر الإدمان:

اطّلع على المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات وشارك معلوماتك مع الآخرين. التعليم أداة فعالة للوقاية من السلوكيات الخطرة. 

  • مارس أنشطة تعزز اليقظة الذهنية:

انخرط في أنشطة مثل اليوغا أو التأمل لتقليل التوتر وزيادة وعيك الذاتي. تساعدك هذه الممارسات على مقاومة الرغبة في التعاطي. 

تُعد المخدرات خطرًا كبيرًا يهدد صحة الأفراد واستقرار المجتمعات، حيث تؤدي إلى نتائج كارثية تشمل التدهور الصحي والنفسي، والعزلة الاجتماعية، والانحراف عن القيم والأخلاق. من خلال التوعية والتثقيف حول أضرار المخدرات وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في الوقاية، يمكننا مواجهة هذا التحدي الكبير وحماية الأجيال من الوقوع في براثن الإدمان.

(1) Commonly Used Drugs Charts | National Institute on Drug Abuse. (2024, 20 novembre). National Institute On Drug Abuse. https://nida.nih.gov/research-topics/commonly-used-drugs-charts

(2) Leshner, A. I., & Koob, G. F. (1999). Drugs of abuse and the brain. Proceedings of the Association of American Physicians, 111(2), 99–108. https://doi.org/10.1046/j.1525-1381.1999.09218.x

(3) Zhou, Y., Stubbs, R. J., & Finlayson, G. (2023). A neurocognitive perspective on the relationship between exercise and reward: Implications for weight management and drug addiction. Appetite, 182, 106446. https://doi.org/10.1016/j.appet.2022.106446

(4) Schmid, K., Schönlebe, J., Drexler, H., & Mueck-Weymann, M. (2010). The effects of cannabis on heart rate variability and well-being in young men. Pharmacopsychiatry, 43(4), 147–150. https://doi.org/10.1055/s-0030-1248314

(5) Tentori, L., & Graziani, G. (2007). Doping with growth hormone/IGF-1, anabolic steroids or erythropoietin: is there a cancer risk?. Pharmacological research, 55(5), 359–369. https://doi.org/10.1016/j.phrs.2007.01.020

(6) Berrens, Z., Lammers, J., & White, C. (2010). Rhabdomyolysis After LSD Ingestion. Psychosomatics, 51(4), 356–356.e3. https://doi.org/10.1176/appi.psy.51.4.356

(7) Brown, S. D., & Melton, T. C. (2011). Trends in bioanalytical methods for the determination and quantification of club drugs: 2000-2010. Biomedical chromatography : BMC, 25(1-2), 300–321. https://doi.org/10.1002/bmc.1549

(8) Robbins, R., Weaver, M. D., Quan, S. F., Logan, R. W., Czeisler, C. A., & DiClemente, R. J. (2024). Exploring sleep difficulties, alcohol, illicit drugs, and suicidal ideation among adolescents with a history of depression. Psychiatry research, 340, 116116. https://doi.org/10.1016/j.psychres.2024.116116

(9) Nakamura, M., & Koo, J. (2016). Drug-Induced Tactile Hallucinations Beyond Recreational Drugs. American journal of clinical dermatology, 17(6), 643–652. https://doi.org/10.1007/s40257-016-0219-z

(10) Oral, R., Bayman, L., Assad, A., Wibbenmeyer, L., Buhrow, J., Austin, A., & Bayman, E. O. (2011). Illicit drug exposure in patients evaluated for alleged child abuse and neglect. Pediatric emergency care, 27(6), 490–495. https://doi.org/10.1097/PEC.0b013e31821d860f

(11) Weinberger, A. H., Platt, J., Esan, H., Galea, S., Erlich, D., & Goodwin, R. D. (2017). Cigarette Smoking Is Associated With Increased Risk of Substance Use Disorder Relapse: A Nationally Representative, Prospective Longitudinal Investigation. The Journal of clinical psychiatry, 78(2), e152–e160. https://doi.org/10.4088/JCP.15m10062

(12) Arena Ventura, C. A., Sordi Carrara, B., Da Silva Frazão, I., Janis Eugênio, S., Guimarães de Ávila Domingos, S., & Ferreira, P. S. (2023). Prevention of Illicit Drug use from the Users’ Perspective. Revista Colombiana de psiquiatria (English ed.), 52(2), 93–100. https://doi.org/10.1016/j.rcpeng.2021.02.008

الأسئلة الشائعة:

The Balance RehabClinic هي شركة رائدة في تقديم علاج الإدمان الفاخر وعلاج الصحة العقلية للأفراد الأثرياء وعائلاتهم ، حيث تقدم مزيجًا من العلوم المبتكرة والأساليب الشاملة مع رعاية فردية لا مثيل لها.

طريقة فريدة

مفهوم ناجح ومثبت يركز على الأسباب الكامنة

0 قبل

إرسال طلب القبول

0 قبل

تحديد أهداف العلاج

1 أسبوع

التقييمات والتخلص من السموم

1-4 أسبوع

العلاج النفسي والشمولي

4 أسبوع

العلاج الأسري

5-8 أسبوع

الرعاية اللاحقة

12+ أسبوع

زيارة تنشيطية

Skip to content