الخبرة الطبية السويسرية: مايوركا، زيوريخ، لندن، أوفشور

الدقائق 8

تم تحريره ومراجعته طبيا بواسطة خبراء THE BALANCE
فحص الحقيقة

اضطراب القلق المعمم أو اضطراب القلق العام (GAD) هو حالة نفسية تتميز بالقلق المستمر والمفرط الذي لا يرتبط بحدث معين، بل يشمل مختلف نواحي الحياة اليومية مثل العمل، الصحة، العلاقات، والأمور المالية، حتى في غياب أسباب واقعية تدعو للقلق. هذا القلق يكون شديدًا لدرجة أنه يؤثر سلبًا على قدرة الفرد على التركيز، وأداء المهام اليومية، أو الاستمتاع بالحياة. يصاحب هذا القلق أعراض جسدية متعددة، منها التوتر العضلي، حيث يشعر الشخص بتشنج مستمر في عضلاته، والشعور بالتعب السريع نتيجة التوتر المستمر وصعوبة الاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المصاب من صعوبة في التركيز بسبب انشغال العقل بالأفكار السلبية أو القلق بشأن المستقبل، كما أن الأرق يعد شائعًا في هذه الحالة، حيث يواجه الشخص صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.

اضطراب القلق المعمم:

يتميز اضطراب القلق العام (GAD) بمجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على الشخص نفسيًا وجسديًا. هذه الأعراض تشمل:

1. القلق المفرط والمستمر: القلق هو العرض الرئيسي والأكثر وضوحًا. الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام يعانون من قلق مزمن ومفرط حول مختلف جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك الصحة، العمل، العلاقات الشخصية، المستقبل، وحتى الأمور الصغيرة مثل المواعيد أو الالتزامات البسيطة. هذا القلق يكون غير متناسب مع الوضع الفعلي، وغالبًا ما يكون من الصعب على الشخص المصاب السيطرة عليه أو التوقف عن التفكير فيه.

2. التوتر العضلي: الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام غالبًا ما يشعرون بتوتر عضلي مستمر. هذا يمكن أن يظهر كشد أو تقلصات في العضلات، خاصة في منطقة الرقبة، الكتفين، والظهر. هذا التوتر يمكن أن يكون مزعجًا وقد يؤدي إلى شعور دائم بعدم الراحة الجسدية.

3. الشعور بالتعب: على الرغم من أن القلق يمكن أن يجعل الشخص مستيقظًا أو نشطًا بشكل مفرط، فإن الشعور المستمر بالتوتر والقلق يستهلك الكثير من الطاقة، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق أو التعب بسرعة. هذا التعب قد يكون غير متناسب مع مستوى النشاط البدني أو العقلي الذي يقوم به الشخص.

4. صعوبة في التركيز: الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام يجدون صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترات طويلة. يمكن أن يصبح من الصعب عليهم التركيز على المهام اليومية أو اتخاذ القرارات، بسبب الانشغال الدائم بالأفكار القلقة والمقلقة.

5. التهيج: يكون الشخص المصاب باضطراب القلق العام أكثر عرضة للشعور بالضيق أو التوتر. يمكن أن تصبح الأمور التي قد تبدو تافهة بالنسبة للآخرين مصدرًا كبيرًا للانزعاج والتهيج بالنسبة لهم، مما قد يؤثر سلبًا على علاقاتهم بالآخرين.

6. الأرق ومشاكل النوم: القلق المزمن غالبًا ما يؤدي إلى مشاكل في النوم. قد يجد الشخص صعوبة في الخلود إلى النوم بسبب تراكم الأفكار المقلقة، أو قد يستيقظ بشكل متكرر أثناء الليل بسبب القلق. هذا يؤدي إلى نوم غير مريح وغير مجدد، مما يزيد من الشعور بالتعب خلال اليوم.

7. الأعراض الجسدية: إلى جانب التوتر العضلي، يمكن أن يعاني الأشخاص من أعراض جسدية أخرى مثل تسارع ضربات القلب، والتي يمكن أن تشعر بها كخفقان في الصدر أو العنق. التعرق الزائد، وخاصة في المواقف التي تزيد من القلق، هو أمر شائع أيضًا. البعض قد يعاني من الدوخة أو الدوار، بالإضافة إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، آلام المعدة، أو الإسهال. هذه الأعراض الجسدية يمكن أن تزيد من القلق بشكل عام، حيث قد يفسرها الشخص على أنها دليل على وجود مشكلة صحية خطيرة.

8. الشعور بالخطر أو الخوف المستمر: المصابون باضطراب القلق العام قد يعيشون في حالة دائمة من الترقب والخوف من حدوث شيء سيء، حتى لو لم يكن هناك دليل فعلي على وجود تهديد حقيقي. هذا الشعور بالخطر المستمر قد يعزز من مشاعر القلق ويجعل الشخص يعيش في حالة من عدم الاستقرار النفسي.

هذه الأعراض مجتمعة تجعل من الصعب على الشخص المصاب باضطراب القلق العام أن يعيش حياة طبيعية، حيث تؤثر على جميع جوانب حياته بما في ذلك الأداء الوظيفي، العلاقات الاجتماعية، والصحة العامة.

اضطراب القلق العام (GAD) هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل وراثية، بيولوجية، نفسية، وبيئية. إليك تفصيل لهذه الأسباب:

1. العوامل الوراثية:  

   تشير الأبحاث إلى أن هناك عنصرًا وراثيًا في اضطراب القلق العام، حيث يميل الاضطراب إلى الانتشار بين أفراد العائلة. إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يعاني من اضطراب القلق العام أو أي اضطراب نفسي آخر، فإن فرصة إصابة أفراد الأسرة الآخرين تزيد. الدراسات على التوائم المتطابقة تشير إلى أن الجينات تلعب دورًا في تحديد الاستعداد للقلق، حيث يمكن أن ترث العائلات ميولًا للقلق المرتفع أو للتعامل السلبي مع الإجهاد.

2. العوامل البيولوجية:  

   تشمل العوامل البيولوجية تغيرات في كيمياء الدماغ، خاصةً في النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورأدرينالين، اللذين يلعبان دورًا حيويًا في تنظيم المزاج والعاطفة. يساعد السيروتونين في تنظيم الشعور بالرفاهية والسعادة، في حين أن النورأدرينالين يساعد في استجابة الجسم للتوتر. نقص أو عدم توازن هذه النواقل العصبية يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والشعور المستمر بالتوتر. كما يُعتقد أن بعض الناس قد يكون لديهم نظام عصبي مفرط النشاط يجعلهم أكثر عرضة للقلق المستمر.

3. العوامل النفسية:  

  تلعب  التجارب الحياتية والخصائص النفسية دورًا كبيرًا في تطور اضطراب القلق العام. الأشخاص الذين مروا بتجارب سلبية أو مؤلمة في طفولتهم، مثل الإهمال، سوء المعاملة، أو فقدان أحد الوالدين، قد يطورون أنماط تفكير سلبية تجعلهم أكثر عرضة للقلق. يمكن أن تؤدي هذه التجارب إلى تطوير طريقة تفكير تركز على الأسوأ أو تتوقع دائمًا حدوث شيء سيء، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والخوف.  

   بالإضافة إلى ذلك، بعض الأفراد قد يكون لديهم شخصيات أكثر عرضة للقلق، مثل الأشخاص الذين يميلون إلى الكمال، أو الذين يشعرون بالحاجة إلى السيطرة على جميع جوانب حياتهم.

4. العوامل البيئية:  

   العوامل البيئية مثل الضغوط اليومية والمستمرة في الحياة، بما في ذلك التحديات المهنية، المشاكل المالية، الصعوبات في العلاقات الشخصية، أو حتى التغيرات في الحياة مثل الانتقال إلى مكان جديد أو بدء وظيفة جديدة، يمكن أن تسهم في زيادة القلق. البيئة المجهدة أو غير المستقرة يمكن أن تؤدي إلى شعور دائم بالتوتر والقلق.  

لا تتعلق  العوامل البيئية فقط بالضغوطات الحالية، ولكن أيضًا بكيفية تعلم الشخص التعامل مع التوتر والقلق من خلال مراقبة سلوك الآخرين في البيئة المحيطة، مثل الأهل أو الأصدقاء.

5. التجارب الصادمة:  

   التعرض لأحداث صادمة مثل الكوارث الطبيعية، الحروب، الحوادث، أو فقدان شخص عزيز يمكن أن يؤدي إلى تطوير اضطراب القلق العام. هذه التجارب تترك آثارًا طويلة الأمد على النفس، حتى بعد انتهاء الحدث. قد يعيش الشخص في حالة من اليقظة المفرطة، حيث يتوقع دائمًا أن يحدث شيء سيء، حتى في الأوقات التي لا يكون فيها هناك تهديد حقيقي.

6. التربية والتنشئة:  

يمكن أن تؤثر طريقة التنشئة والتربية بشكل كبير على تطور اضطراب القلق العام. الأطفال الذين يكبرون في بيئات مليئة بالقلق أو حيث يتم تلقينهم أفكارًا وسلوكيات قائمة على الخوف أو القلق قد يتبنون هذه الأنماط في حياتهم الخاصة. إذا كان الأهل أو مقدمو الرعاية يتعاملون مع الحياة بتوتر وقلق مستمرين، فمن المحتمل أن يتعلم الأطفال هذه الاستجابة ويطبقونها في حياتهم الخاصة.

7. المشاكل الصحية المزمنة:  

   بعض الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض القلب، السكري، اضطرابات الغدة الدرقية، أو حتى الألم المزمن، يمكن أن تكون سببًا في زيادة مستويات القلق. عندما يعيش الشخص مع حالة صحية غير مستقرة أو مؤلمة، قد يكون قلقًا بشكل دائم بشأن حالته الصحية ومستقبله. هذا القلق المزمن يمكن أن يتفاقم ليصبح اضطرابًا عامًا في القلق.

8. العوامل الكيميائية والهرمونية:  

   اختلال التوازن الهرموني، مثل تلك التي تحدث خلال فترات التغيرات الهرمونية الكبيرة مثل الحمل، انقطاع الطمث، أو اضطرابات الغدة الدرقية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة في القلق. التغيرات في مستويات الهرمونات يمكن أن تؤثر على كيمياء الدماغ وكيفية استجابة الجسم للتوتر. أيضًا، تناول بعض المواد مثل الكافيين، الكحول، أو بعض الأدوية يمكن أن يزيد من القلق أو يسبب تفاقم أعراضه.

في النهاية، من المهم أن نفهم أن اضطراب القلق العام هو نتيجة تفاعل معقد بين هذه العوامل المختلفة. لذلك، يمكن أن يختلف سبب تطور هذا الاضطراب من شخص لآخر، ويجب التعامل مع العلاج بناءً على مجموعة من هذه العوامل الفردية لكل شخص.

علاج اضطراب القلق العام

يتطلب علاج اضطراب القلق العام (GAD) مقاربة شاملة قد تشمل أساليب علاجية متنوعة بناءً على شدة الأعراض واحتياجات الفرد. إليك تفاصيل أساليب العلاج الشائعة

 1. العلاج النفسي

 العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

– الهدف: يساعد في تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية والمبالغ فيها التي تساهم في القلق. 

– التقنيات: يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تقنيات مثل:

  •  تحديد الأفكار السلبية: يتم تعليم الأفراد كيفية التعرف على الأفكار التي تسبب القلق.
  •   إعادة صياغة الأفكار: يتعلم الفرد كيفية استبدال الأفكار غير الواقعية بأفكار أكثر منطقية وإيجابية.
  •  التعرض التدريجي: يشمل مواجهة المواقف التي تسبب القلق تدريجياً، مما يساعد على تقليل حساسية الفرد تجاه تلك المواقف بمرور الوقت.
  •  استراتيجيات الاسترخاء: مثل التأمل والتخيل الموجه لتحسين القدرة على التعامل مع القلق.

 العلاج بالقبول والالتزام (ACT):

– الهدف: يركز على قبول المشاعر والأفكار المزعجة بدلاً من محاولة التحكم فيها أو إنكارها، ويشجع على التفاعل مع الحياة بطريقة تتماشى مع القيم الشخصية.

– التقنيات: يتضمن ممارسة القبول، والتزام الفرد بالتصرف بناءً على قيمة حتى في ظل وجود القلق.

 العلاج السلوكي:

– الهدف: تحسين سلوكيات الفرد واستجابته لمصادر القلق.

– التقنيات: يشمل التعرض لمصادر القلق بطريقة منظمة لتقليل استجابة القلق تدريجياً، وتعليم استراتيجيات لمواجهة التوتر.

 2. العلاج الدوائي

 مضادات الاكتئاب:

مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): مثل السيتالوبرام، والفلوكستين. هذه الأدوية تساعد في زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يعزز المزاج ويقلل من القلق.

– مثبطات إعادة امتصاص النورأدرينالين والسيروتونين (SNRIs): مثل الدولوكستين وفينلافاكسين، التي تعمل على تحسين مستويات السيروتونين والنورادرينالين، مما يساعد في تقليل القلق والاكتئاب.

 مضادات القلق:

– البنزوديازيبينات: مثل الديازيبام، و الكلونازيبام، تعمل بسرعة لتخفيف القلق، ولكن يجب استخدامها بحذر بسبب إمكانية الاعتماد عليها وتطوير مقاومة لها.

– أدوية أخرى: مثل الأدوية غير البنزوديازيبينية مثل الهيدروكسيزين، والتي تستخدم كعلاج قصير الأمد.

 3. تقنيات الاسترخاء

 التأمل:

– الهدف: تحسين الوعي والتركيز وتقليل التوتر.

– التقنيات: يتضمن الجلوس بهدوء وتوجيه التركيز إلى التنفس أو أفكار إيجابية، مما يساعد في تهدئة العقل وتقليل القلق.

 التنفس العميق:

– الهدف: تقليل التوتر الجسدي والنفسي.

– التقنيات: يشمل أخذ أنفاس عميقة وبطيئة، مما يساعد في استرخاء الجسم والعقل.

 اليوغا:

– الهدف: تحسين الصحة النفسية والجسدية من خلال دمج الحركات البدنية مع تقنيات التنفس.

– التقنيات: تمارين تمدد، تقنيات التنفس، والتأمل التي تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالرفاهية.

 4. تعديلات في نمط الحياة

 التمارين الرياضية:

– الهدف: تقليل القلق وتحسين الصحة العامة.

– التقنيات: ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي، الجري، السباحة، أو أي نشاط بدني آخر يمكن أن يساعد في إفراز الإندورفينات، التي تعمل كمسكنات طبيعية للتوتر.

 نظام غذائي متوازن:

– الهدف: تحسين الصحة النفسية من خلال تغذية جيدة.

– التقنيات: تناول وجبات غذائية صحية ومتنوعة، تجنب الكافيين والكحول، حيث يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى زيادة القلق.

 تحسين جودة النوم:

– الهدف: الحصول على نوم مريح وصحي.

– التقنيات: الحفاظ على نمط نوم منتظم، تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وإنشاء بيئة نوم هادئة.

 إدارة التوتر:

– الهدف: تقليل تأثير الضغوطات اليومية على الصحة النفسية.

– التقنيات: استخدام استراتيجيات مثل تحديد الأولويات، تنظيم الوقت، وتعلم كيفية التعامل مع ضغوط الحياة بفعالية.

 5. دعم اجتماعي

 التواصل مع الآخرين:

– الهدف: الحصول على الدعم العاطفي والاجتماعي.

– التقنيات: التحدث مع الأصدقاء والعائلة عن مشاعرك ومخاوفك يمكن أن يساعد في تقليل العزلة وتعزيز الشعور بالدعم.

 الانضمام إلى مجموعات دعم:

– الهدف: الحصول على دعم من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة.

– التقنيات: المشاركة في مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق يمكن أن توفر فرصًا لتبادل الخبرات والدعم العاطفي.

 الاستشارة الطبية

– التقييم المهني: من المهم استشارة مختص في الصحة النفسية لتحديد أفضل خطة علاجية. يمكن للطبيب أو المعالج النفسي تقديم التوجيه اللازم وتقييم فعالية العلاج وتعديله بناءً على استجابة الفرد.

كل هذه الأساليب يمكن أن تكون فعالة بشكل فردي أو عند دمجها معًا في خطة علاجية شاملة. يعتمد النجاح في العلاج على التعاون بين الفرد ومقدمي الرعاية الصحية لضمان التعامل الفعّال مع الأعراض وتحقيق أفضل النتائج.

The Balance RehabClinic هي شركة رائدة في تقديم علاج الإدمان الفاخر وعلاج الصحة العقلية للأفراد الأثرياء وعائلاتهم ، حيث تقدم مزيجًا من العلوم المبتكرة والأساليب الشاملة مع رعاية فردية لا مثيل لها.

نعالج مريض واحد فقط في كل مرة
نهج دائم مصمم
العلاج الكيميائي الحيوي
متعدد التخصصات والشمولية
العلاج القائم على التكنولوجيا
العلاج عن علم الصدمة

0 قبل

إرسال طلب القبول

0 قبل

تحديد أهداف العلاج

1 أسبوع

التقييمات والتخلص من السموم

1-4 أسبوع

العلاج النفسي والشمولي

4 أسبوع

العلاج الأسري

5-8 أسبوع

الرعاية اللاحقة

12+ أسبوع

زيارة تنشيطية